نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 36
كما يستقر أي موجود مادي . إلى مرجئي يكتفي بالإيمان بالقول بل ويقدمه ، ويؤخر العمل ويسوق الأمة إلى التحلل الخلقي وترك الفرائض والواجبات ، إلى محكم يكفر كل الطوائف الإسلامية غير أهل نحلته ، إلى معتزلي يؤول الكتاب والسنة إلى ما يوافق معتقده وعقليته ، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة التي طعنت وحدة الأمة الإسلامية بالصميم . وأما إذا كان المقياس هو سيادة الأمن والاستقرار والسلم والطمأنينة على المجتمع الإسلامي ، فإن وقائع التاريخ تكذب ذلك أيما تكذيب ، فقد كان القرن الأول صفحة تلطخت بالدم الذي سال من المسلمين ، ففي هذا القرن وقعت حرب الجمل ، وفيه خرج معاوية على إمام زمانه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوقعت معركة صفين ، وفيه قتل في محرابه أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . وفيه ظهر الخوارج وارتكبوا ما ارتكبوا من أبشع الجرائم . وفيه أيضا قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) سبط الرسول الأعظم وسيد شباب أهل الجنة . وفيه استبيحت المدينة بأمر يزيد بن معاوية فقتل من الصحابة والتابعين عدد كبير ونهبت الأموال وحرقت الدور وبقرت بطون الحوامل وهتكت الأعراض . وفيه حوصرت مكة وضربت الكعبة بالمنجنيق . لقد وقع كل ذلك قبل أن تتم المائة الأولى سنينها ، فكيف يمكن أن
36
نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 36