نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97
مدعمة من الشرع ، بدليل عام لا خاص . كان في التاريخ الإسلامي أناسا يفهمون - بصفاء أذهانهم وخلوص قرائحهم - أن ما ورد في الكتاب والسنة من وصفه سبحانه بصفات الجمال والكمال أسوة لما لم يرد ، فللمسلم أن يدعو ربه بأوصاف جميلة وإن لم يرد بحرفيتها في الكتاب والسنة . روى الطبراني : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مر علي أعرابي وهو يدعو في صلاته ويقول : " يا من لا تراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، ولا يصفه الواصفون ، ولا تغيره الحوادث ، ولا يخشى الدوائر ، يعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وعدد ورق الأشجار ، وعدد ما أظلم عليه الليل ، وأشرق عليه النهار ، لا توارى سماء منه سماء ، ولا أرض أرضا ، ولا بحر ما في قعره ، ولا جبل ما في وعره ، اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك " . فوكل رسول الله بالأعرابي رجلا وقال : إذا صلى فأتني به ، وكان قد أهدي بعض الذهب إلى رسول الله ، فلما جاء الأعرابي ، وهب له الذهب ، وقال له : تدري لم وهبت لك ؟ قال الأعرابي : للرحم التي بيني وبينك . قال الرسول الكريم : إن للرحم حقا ، ولكن وهبت لك الذهب لحسن ثنائك على الله [1] . وأين هذا الكلام مما روي عن الشاذلي أنه كان يقول : " من دعا بغير ما دعا به رسول الله فهو مبتدع " [2] .
[1] محمد الغزالي : تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل : 102 . [2] إسماعيل حقي البروسوي : روح البيان : 9 / 385 .
97
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97