نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 96
وغير خفي على القارئ النابه أن كيفية التعليم في عصر الرسالة تختلف كثيرا بما في عصرنا ، فكلا العملين يعدان تعليما وتجسيدا لكلام الرسول ، يقصد به رضا الله سبحانه وتقربه ، وليس للمتزمت رفض الأساليب الحادثة لتعلم الكتاب والسنة . والحق أن هذا الموقف موضع زلة لأكثر من يصف عمل المسلمين في بعض الموارد بالبدعة بحجة عدم وجود دليل خاص عليه ، فقد ضلوا ولم يميزوا بين الدليل الخاص والدليل العام . وخصوا الدليل بالأول مع أن الكتاب والسنة مليئان بالضوابط والقوانين العامة ، وإليك بعض الأمثلة : أ - قال سبحانه : * ( لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) * ( النساء - 141 ) فالآية تنفي أي سبيل للكافر على المؤمن ، فمن المعلوم أن السبل مختلفة حسب تطوير الحضارات وكثرة المواصلات وتطور العلاقات بين الناس ، ففي عصر الرسالة كان السبيل السائد هو تسلط الفرد الكافر على المسلم ككون العبد المسلم رقا للكافر أو تمليك المصحف منه وما قاربهما ، وأما في عصرنا هذا ، فحدث عن السبيل ولا حرج ، فأين هو من تدخل الكفار في مصير المسلمين حكومة وشعبا حتى صار رؤساء الحكومات الإسلامية أسرى بيد الاستكبار العالمي . ب - يقول سبحانه : * ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) * ( المائدة - 2 ) فإن التعاون الموجود في العصور السابقة كان محدودا في إطار ضيق ، وأكثر ما كان يتحقق هو اشتراك جمع من مدينة واحدة أو من قبيلة معينة على أن يتعاونوا فيما بينهم ، وأين هذا من التعاون السائد في عصرنا هذا كتعاون دول المنطقة على إجراء مشروع مفيد للمنطقة ، أو تعاونهم على ضرب حكومة إسلامية فتية خوفا على كراسيهم ومناصبهم . ولو أن المتزمتين درسوا هذا البحث دراسة عميقة لربما خمدت ثورتهم ضد المسلمين الذين يقومون بأعمال الخير امتثالا لحكم الدين ، ولكن بحجة أنها
96
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 96