نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 59
وبأسباب السعادة والشقاء ولا يشذ عن علمه شئ ، وكم في التاريخ الإسلامي شواهد واضحة على هذا النوع من السبب [1] . 2 - اتباع الهوى : إن استعراض تاريخ المتنبئين الذين ادعوا النبوة عن كذب ودجل ، يثبت بأن الأهواء وحب الظهور والصدارة كان له دور كبير في نشوء هذه الفكرة وظهورها على صعيد الحياة ، والمبتدع وإن لم يكن متنبئا إلا أن عمله شعبة من شعب التنبؤ ، وفي الروايات إشارات وتصريحات على ذلك . خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس فقال : أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولى فيها رجال رجالا . . . [2] . إن لحب الظهور دورا كبيرا في الحياة الإنسانية فلو كانت هذه الغريزة جامحة لأدت بالإنسان إلى ادعاء مقامات ومناصب تختص بالأنبياء ، ولعل بعض المذاهب الظاهرة بين المسلمين في القرون الأولى كانت ناشئة عن تلك الغريزة . روى ابن أبي الحديد في شرح النهج أن عليا مر بقتلى الخوارج فقال : بؤسا لكم لقد ضركم من غركم ، فقيل : ومن غرهم ؟ فقال : الشيطان المضل ، والنفس الأمارة بالسوء ، غرهم بالأماني وفسحت لهم في المعاصي ووعدتهم الإظهار فاقتحمت بهم النار [3] .
[1] لاحظ السيرة النبوية لابن هشام ، صلح الحديبية : 2 / 316 - 317 . [2] الكليني : الكافي : 1 / 54 ح 1 ، باب البدع . [3] ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة : 19 / 235 .
59
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 59