نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 385
اكتسبها ، والذي يتجلى من كلامه سبحانه أن هذا العلم المسمى بالرؤية واللقاء يتم للصالحين من عباد الله يوم القيامة فهناك مواطن التشرف بهذا التشريف ، وأما في هذه الدنيا والإنسان مشتغل ببدنه ومنغمر في غمرات حوائجه الطبيعية وهو سالك لطريق اللقاء فهو بعد في طريق هذا العلم لم يتم له حتى يلقى ربه ، قال تعالى : * ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) * ( الانشقاق - 6 ) . فهذا هو العلم الضروري الخاص الذي أثبته الله تعالى لنفسه وسماه رؤية ولقاء ، ولا يهمنا البحث عن أنها على نحو الحقيقة أو المجاز والقرآن أول كاشف عن هذه الحقيقة على هذا الوجه البديع ، فالكتب السماوية السابقة على ما بأيدينا ساكتة عن إثبات هذا النوع من العلم بالله وتخلو عنه الأبحاث المأثورة عن الفلاسفة الباحثين عن هذه المسائل ، فإن العلم الحضوري عندهم كان منحصرا في علم الشئ بنفسه حتى كشف عنه في الإسلام فللقرآن المنة في تنقيح المعارف الإلهية [1] . هذا التفسير للرؤية القلبية مما أفاده أستاذنا العلامة الطباطبائي - رحمه الله - ولكن ربما يفسر بالعلم القطعي الضروري الذي لا يتردد إليه الريب كما سننقله عن الشيخ الصدوق توضيحا للروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت حول الرؤية القلبية ، فإليك ما روي عنهم - صلوات الله عليهم - . إن في روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) تصريحا بصحة الرؤية القلبية ، واللائح منها زيادة اليقين بظهور عظمته وقدرته وإليك البيان : 1 - أخرج الصدوق عن يعقوب بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمد