نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 337
الأذهان أنه إذا صار وكيلا على كل شئ يكون جسما قائما بتدبير الأمور الجسمانية فدفعه بأنه سبحانه مع كونه وكيلا لكل شئ * ( لا تدركه الأبصار ) * . ولما يتبادر من ذلك الوصف إلى بعض الأذهان أنه إذا تعالى عن تعلق الأبصار فقد خرج عن حيطة الأشياء الخارجية وبطل الربط الوجودي الذي هو مناط الإدراك ، والعلم بينه وبين مخلوقاته دفعه بقوله : * ( وهو يدرك الأبصار ) * ثم علل بقوله : * ( وهو اللطيف الخبير ) * و " اللطيف " هو الرقيق النافذ في الشئ و " الخبير " من له الخبرة الكاملة فإذا كان تعالى محيطا بكل شئ لرقته ونفوذه في الأشياء ، كان شاهدا على كل شئ ، لا يفقده ظاهر كل شئ وباطنه ، ومع ذلك فهو عالم بظواهر الأشياء وبواطنها من غير أن يشغله شئ عن شئ أو يحتجب عنه شئ بشئ . وبعبارة أخرى أن الأشياء في مقام التصور على أصناف : 1 - ما يرى ويرى ، كالإنسان . 2 - ما لا يرى ولا يرى ، كالأعراض النسبية كالأبوة والبنوة . 3 - ما يرى ولا يرى ، كالجمادات . 4 - ما يرى ولا يرى وهذا القسم تفرد به خالق جميع الموجودات بأنه يرى ولا يرى والآية بصدد مدحه وثنائه ، بأنه جمع بين الأمرين يرى ولا يرى لا بالشق الأول وحده نظير قوله سبحانه : * ( فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم ) * ( الأنعام - 14 ) ودلالة الآية على أنه سبحانه لا يرى بالأبصار بمكان من الوضوح ، غير أن للرازي ومن لف لفه تشكيكات نأتي بها مع تحليلها . الشبهة الأولى : 1 - أن الآية في مقام المدح فإذا كان الشئ في نفسه تمتنع رؤيته فلا يلزم من
337
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 337