نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 309
الوجه [1] . إن كعب الأحبار لما أسلم بعد رحيل الرسول لم يتمكن من إسناد ما رواه من الأساطير إلى النبي الأكرم ، ولو كان مدركا لحياته وإن كان قليلا لنسب الأساطير إليه ولكن حالت المشيئة الإلهية دون أمانيه الباطلة . ولكن أبا هريرة لما صحب النبي واستحسن الظن بكعب الأحبار - أستاذه في الأساطير - نسب الرواية إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . هذا نموذج قدمته إلى القارئ لكي يقف على دور الأحبار والرهبان في نشر البدع اليهودية والنصرانية بين المسلمين ، ولا يحسن الظن بمجرد النقل بلا تأكيد من صحته . هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما لعب به مستسلمة اليهود والنصارى في أحاديثنا وأصولنا ، ولولا أن سبحانه قيض في كل آونة رجالا مصلحين كافحوا هذه الخرافات وأيقظوا المسلمين من السبات ، لذهبت هذه الأساطير بروعة الإسلام وصفائه وجلاله . * * * كعب الأحبار وتركيزه على التجسيم والرؤية : إن المتفحص في ما نقل عن ذلك الحبر يقف على أنه كان يركز على فكرتين يهوديتين : الأولى فكرة التجسيم ، والثانية رؤية الله تعالى . يقول عن الفكرة الأولى : " إن الله تعالى نظر إلى الأرض فقال إني واطئ على بعضك ، فاستعلت إليه الجبال ، وتضعضعت له الصخرة ، فشكر لها ذلك فوضع