نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 307
وابن عباس وذلك من قبيل رواية الصحابي عن تابعي وهو نادر عزيز ، وحدث عنه أيضا أسلم " مولى عمر " وتبيع " الحميري ابن امرأة كعب " وروى عنه عدة من التابعين كعطاء بن يسار وغيره مرسلا وقع له رواية في سنن أبي داود والترمذي والنسائي [1] . وعرفه الذهبي أيضا في بعض كتبه بأنه من أوعية العلم [2] . فقد وجد الحبر الماكر جوا ملائما لنشر الأساطير والقصص الوهمية وبذلك بث سمومه القاتلة بين الصحابة والتابعين وقد تبعوه وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . وقد تنبه إلى جسامة الخسارة التي أحدثها ذلك الحبر ، لفيف من السابقين منهم ابن كثير في تفسيره حيث إنه بعد ما أورد طائفة من الأخبار في قصة ملكة سبأ مع سليمان قال : والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب ، مما وجد في صحفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى في ما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان وما لم يكن ، ومما حرف وبدل وفسخ ، وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ [3] . والذي يدل على عمق مكره وخداعه لعقول المسلمين أنه ربما ينقل شيئا من العهدين ، وفي الوقت ذاته نرى أن بعض الصحابة الذين تتلمذوا على يديه وأخذوا منه ، ينسب نفس ما نقله إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والذي يبرر ذلك العمل حسن ظنهم وثقتهم به ، فحسبوا المنقول أمرا واقعيا فنسبوه إلى النبي زاعمين أنه إذا كان
[1] الذهبي : سير أعلام النبلاء : 3 / 489 . [2] الذهبي : تذكرة الحفاظ : 1 / 52 . [3] ابن كثير : التفسير ، قسم سورة النمل : 3 / 339 .
307
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 307