نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 301
وهذا هو الذي يفرض علينا أن لا نصك أذاننا عن صوت العقل ونقف على أن العمود الفقري للعقائد التي يبنى عليها صرح النبوة المحمدية ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو اتباع العقل ودلالته ، ولذلك نرى أن الكتاب العزيز يتوصل في إثبات هذا الأصل من الأصول بدلالة العقل وإرشاده ، فيستدل على أصول التوحيد بقضاء العقل ويتكلم باسم العقل ويقول : * ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) * ( الأنبياء / 22 ) فيستدل على توحيده ونفي الإله المتعدد بقضية شرطية وهي ترتب الفساد في الكون على تعدد الآلهة . ويقول سبحانه : * ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ) * ( المؤمنون / 91 ) . ويقول سبحانه : * ( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) * ( الإسراء / 42 ) ، فالآيات الثلاث على اختلافها في الإجمال والتفصيل تحتوي برهانا مشرقا خالدا على جبين الدهر . ويقول سبحانه : * ( أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون ) * ( الطور / 35 ) فيستمد من الفطرة في إبطال وجود الممكن وتحققه بلا علة وصانع . نرى أتقن البراهين وأوضحها في إبطال ربوبية الأجرام السماوية من خلال مناظرة إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) مع عبدتها فيستدل بالأفول على بطلان ربوبيتها ضمن آيات ، قال سبحانه : * ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) * ( الأنعام / 75 - 79 ) .
301
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 301