نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 257
بينهم في ذلك مشهور بعد موته وقد أنكر جماعة منهم على عثمان لما أتم بمنى وتأولوا له تأويلات " [1] . 2 - واستدل ابن قدامة بعمل بعض الصحابة فقال : " وكانت عائشة تتم الصلاة ، رواه مسلم والبخاري وأتمها عثمان وابن مسعود وسعد . قال عطاء : كانت عائشة وسعد يوفيان الصلاة في السفر ويصومان ، وروى الأثرم بإسناده عن سعد أنه أقام بمعان شهرين فكان يصلي ركعتين ويصلي أربعا ، وعن المسور بن مخرمة قال : أقمنا مع سعد ببعض قرى الشام أربعين ليلة يقصرها سعد ويتمها " [2] . ويلاحظ عليه : أن عمل عائشة وعثمان كما ذكر سابقا كان ناشئا عن تأول واجتهاد ، وقد خالفهم كثير من الصحابة فلا يكون عملهما حجة خاصة وأن اجتهادهما كان في مقابل النصوص المتواترة عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال ابن قيم نقلا عن شيخه ابن تيمية : " وأما بعد موته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإنها أتمت كما أتم عثمان وكلاهما تأول تأويلا والحجة في رواياتهم لا في تأويل الواحد منهم مع مخالفه غيره له " [3] . * * * كلام حول تأويل عثمان وعائشة : ثم إن التأويل الذي صدر من عثمان وعائشة فقد اختلف في معرفة وجهه ، وذكر النووي له عدة وجوه وهي : أن عثمان إمام المؤمنين وعائشة أمهم فكأنهما في