نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 240
تضافر الروايات على لزوم القصر من طرق أهل السنة : صرح المحققون من أهل السنة والجماعة بأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عامة أسفاره كان ملتزما بالإتيان بالصلوات الرباعية قصرا ولم يثبت أنه أتم . قال ابن قدامة : " أما السنة فقد تواترت الأخبار أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقصر في أسفاره حاجا ومعتمرا وغازيا " [1] . وقال ابن قيم الجوزية : " وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقصر الرباعية فيجعلها ركعتين من حين يخرج مسافرا إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت أنه أتم الرباعية في سفره البتة " [2] . وهذه السيرة المباركة القطعية إن دلت على شئ ، فإنما تدل على وجوب قصر الصلاة في السفر ، لأنه لو كان القصر رخصة لأتم في بعض أسفاره في ملأ من الناس حتى لا يظنوا بأن القصر عزيمة ومرض . كما هو ديدنه في فعل المستحبات فضلا عن المباحات ، إذ كان ربما يتركها لئلا يتصور الناس أنها فريضة . وإليك نماذج من الروايات الحاكية لسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمل أصحابه به حول القصر في الصلاة والتي يستفاد منها أن القصر عزيمة : 1 - ما روي عن يعلى بن أمية أنه قال : قلت لعمر بن الخطاب : * ( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) * فقد أمن الناس ، فقال : عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ذلك فقال : صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " رواه الخمسة إلا البخاري [3] .
[1] ابن قدامة : المغني : 2 / 87 . [2] ابن قيم : زاد المعاد في هدى خير العباد : 1 / 158 . [3] التاج الجامع للأصول : 1 / 295 . والآية 101 من سورة النساء .
240
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 240