responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 196


ثم إن لسيدنا شرف الدين العاملي هناك كلاما نافعا نورده بنصه قال : كان هؤلاء - عفا الله عنهم وعنا - رأوه رضي الله عنه قد استدرك ( بتراويحه ) على الله ورسوله حكمة كانا عنها غافلين .
بل هم للغفلة - عن حكمة الله في شرائعه ونظمه - أحرى ، وحسبنا في عدم تشريع الجماعة في سنن شهر رمضان وغيرها انفراد مؤديها - جوف الليل في بيته - بربه عز وعلا يشكو إليه بثه وحزنه ويناجيه بمهماته مهمة مهمة حتى يأتي على آخرها ملحا عليه ، متوسلا بسعة رحمته إليه ، راجيا لاجئا ، راهبا راغبا ، منيبا تائبا ، معترفا لائذا عائذا ، لا يجد ملجأ من الله تعالى إلا إليه ، ولا منجي منه إلا به .
لهذا ترك الله السنن حرة من قيد الجماعة ليتزودوا فيها من الانفراد بالله ما أقبلت قلوبهم عليه ، ونشطت أعضاؤهم له ، يستقل منهم من يستقل ، ويستكثر من يستكثر ، فإنها خير موضوع ، كما جاء في الأثر عن سيد البشر .
إما ربطها بالجماعة فيحد من هذا النفع ، ويقلل من جدواه .
أضف إلى هذا أن إعفاء النافلة من الجماعة يمسك على البيوت حظها من البركة والشرف بالصلاة فيها ، ويمسك عليها حظها من تربية الناشئة على حبها والنشاط لها ، ذلك لمكان القدوة في عمل الآباء والأمهات والأجداد والجدات ، وتأثيره في شد الأبناء إليها شدا يرسخها في عقولهم وقلوبهم ، وقد سأل عبد الله بن مسعود رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما أفضل ، الصلاة في بيتي ، أو الصلاة في المسجد ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد ، فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة " رواه أحمد وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه كما في باب الترغيب في صلاة النافلة من كتاب الترغيب والترهيب للإمام زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري . وعن زيد بن ثابت أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا

196

نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست