نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 138
بالرجال ، وقراءة المدائح مع الموسيقى والغناء [1] . يلاحظ عليه : أن هذا النوع من الاستدلال ينم عن قصور باع المستدل ، وهذا يدل على أنه قد أعوزه الدليل ، فأخذ يتمسك بالطحلب شأن الغريق المتمسك به . فإن البحث ، في نفس مشروعية العمل بحد ذاتها . وأما الأمور الجانبية العارضة عليه فلا تكون مانعا من الحكم بالجواز ، وما ذكره لا يختص بالاحتفال ، بل كل عمل يجب أن يكون بعيدا عن المحرمات ، فعلى المحتفلين أن يلتزموا بذلك ، ويجعلوا مجالسهم مهبطا للنور . وفي الختام نركز على أمر وهو ، أن الاستدلال على الجواز أو المنع بالأمور الجانبية خروج عن الاستدلال الفقهي ، فإن الحكم بالجواز والمنع ذاتا يتوقف على كون الشئ بما هو هو جائزا أو ممنوعا ، وأما الاستدلال على أحدهما بالأمور الطارئة فليس استدلالا صحيحا . وهناك نكتة أخرى ، وهي أن الاستدلال على الجواز بما جرت عليه سيرة العقلاء من إقامة الاحتفالات على عظمائهم قياس مع الفارق ، لأن الاحتفالات الرائجة بين العقلاء من الأمور العادية ، والأصل فيها هو الحلية ، وأما الاحتفال بمولد النبي فإنما هو احتفال ديني وعمل شرعي فلا يقاس بتلك الاحتفالات ، بل لا بد من طلب دليل شرعي على جوازه ، وبذلك تقدر على القضاء بين أدلة الطرفين . نعم ، لا يمكن أن ننكر أن ما يقيمه العقلاء من احتفال ، له تأثير في نفوسنا وتحفيز لنا للإقبال على الاحتفال بمولد النبي ، وفي هذا الصدد يقول العلامة الأميني :