نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 132
ويرشدك إلى أن هذه الاحتفالات تجسيد لتكريم النبي ، وجدانك الحر ، فإنه يقضي - بلا مرية - على أنها إعلاء لمقام النبي وإشادة بكرامته وعظمته ، بل يتلقاها كل من شاهدها عن كثب على أن المحتفلين يعزرون نبيهم ويكرمونه ويرفعون مقامه اقتداء بقوله سبحانه : * ( ورفعنا لك ذكرك ) * ( الانشراح - 4 ) . السنة النبوية وكرامة يوم مولده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : 1 - أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سئل عن صوم يوم الاثنين فقال : " ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل علي " [1] . يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي - عند الكلام في استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده - ما هذا لفظه : إن من أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال الله تعالى : * ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) * فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر [2] . 2 - روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : لما قدم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسئلوا عن ذلك ، فقالوا : هو اليوم الذي أظفر الله موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصوم تعظيما له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " نحن أولى بموسى " وأمر بصومه [3] . وقد استدل ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي على ما نقله الحافظ السيوطي ، فقال : فيستفاد فعل الشكر لله على ما