نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 131
ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرات ، ويعتنون بقراءة مولده الشريف ، ويظهر عليهم من كراماته كل فضل عظيم [1] . وقال أبو شامة المقدسي في كتابه : ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الصدقات والمعروف بإظهار الزينة والسرور ، فإن في ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء شعارا لمحبته [2] . أنا لا أوافق الشيخ المقدسي في تسميته للاحتفال بالبدعة إلا أن يريد البدعة بالمعنى اللغوي ، كما أن الاحتجاج على حسن الاحتفال بالأعمال الجانبية من صدقات ومعروف وإظهار الزينة . . . ، فإن هذه الأمور الجانبية لا تسوغ الاحتفال ، ولا تضفي عليه صبغة شرعية ما لم يكن هناك دليل في الكتاب والسنة ، قد عرفت وجود الدليل . وقال القسطلاني : ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده ( عليه السلام ) ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرات ، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عظيم . . . فرحم الله امرئ اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وأعيا داء [3] . إذا عرفت ما ذكرناه فلا نظن أن يشك أحد في جواز الاحتفال بمولد النبي الأكرم ، احتفالا دينيا فيه رضى الله ورسوله ، ولا تصح تسميته بدعة ، إذ البدعة هي التي ليس لها أصل في الكتاب والسنة ، وليس المراد من الأصل ، الدليل الخاص ، بل يكفي الدليل العام في ذلك .