نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 117
وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه ، وقال : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه - إلى أن قال : - إن ملك الموت جاء إلى الناس خفيا بعد وفاة موسى [1] . والحديث غني عن التعليق ولا يوافق الكتاب ولا سنة الأنبياء ولا العقل السليم من جهات هي : 1 - إنه سبحانه يقول : * ( إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) * ( يونس - 49 ) فظاهر قوله : " أجب ربك " أنه كان ممن كتب عليه الموت وجاء أجله ومع ذلك تأخر . 2 - من درس حياة الأنبياء بشكل عام يقف على أنهم ( عليهم السلام ) ما كانوا يكرهون الموت كراهة الجاهلين ، وهل كانت الدنيا عند الكليم أعز من الآخرة ، وهل كانت تخفى عليه نعمها ودرجاتها ؟ ! 3 - ما ذنب ملك الموت إن هو إلا رسول من الله مجند له ، يعمل بإمرته ، فهل كان يستحق لمثل هذا الضرب ؟ ! 4 - كيف ترك القصاص من موسى مع أنه سبحانه يقول : * ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص ) * ( المائدة - 45 ) . 5 - وهل كان ملك الموت أضعف من موسى حتى غلبه عليه وفقأ عينه ولم يتمكن من الدفاع ، ولم يزهق روحه مع كونه مأمورا به من ربه ؟ أنا لا أدري ، وأظن أن القارئ في غنى عن هذه التعليقات فإن مضمون الحديث يصرح بأعلى صوته إنه مكذوب .