نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 110
به علما وهو على صورة البشر . أما تستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي عن الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر [1] . هذا نموذج من نماذج كثيرة أوردناه حتى يكون أسوة لنماذج أخرى . وإن أردت أن تقف على مدى مكافة الأئمة الاثني عشر للبدع المحدثة فعليك مقارنة كتابين قد ألفا في عصر واحد بيد محدثين في موضوع واحد ، وهما : 1 - التوحيد لابن خزيمة ( ت - 311 ه ) . 2 - التوحيد للشيخ الصدوق ( 306 - 381 ه ) . قارن بينها ، تجد الأول مشحونا بأخبار التجسيم والتشبيه والجبر وما زال المتسمون بالسلفية ينشرونه عاما بعد عام ، كأن ضالتهم فيه . وأما الثاني ففيه الدعوة إلى التوحيد وتنزيه الحق ، ومعرفته بين التشبيه والتعطيل ، وتبيين الآيات التي اغتر بعضهم بظواهرها من دون التدبر بالقرائن الحافة بها . وبذلك تبين أن النبي الأكرم قد جعل من الأئمة واجهة دفاعية لصد البدع وأفكار المتبدعين ولا تتبين تلك الحقيقة إلا بعد معرفتهم ومراجعة كلماتهم . * * * السادسة : دعم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر : إذا كانت البدعة من أعظم الكبائر والمنكرات ، فعلى السلطة التنفيذية للحكومات الإسلامية ، دعم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للقيام بمواجهة المبتدعين وردعهم عن أعمالهم ، فإن البدعة أول يومها بذرة في الأذهان ،
[1] الصدوق : التوحيد ، باب ما جاء في الرؤية : 111 .
110
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 110