نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 111
ثم يستفحل عودها عبر الزمن حتى تصير شجرة خبيثة ولذلك دعا الذكر الحكيم إلى القيام بهذا الأمر وقال : * ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) * ( آل عمران - 104 ) وفي آية أخرى : * ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) * ( آل عمران - 110 ) . والأمة عبارة عن جماعة تجمعهم رابطة العقيدة ووحدة الفكر ، غير أن الواجب على الجميع غير الواجب على جماعة خاصة ، فيجب على كل مسلم ردع المنكر بقلبه ولسانه ، وأما القيام بأكثر من ذلك فهو على القوي المطاع العالم بالمعروف ، وبذلك يجمع بين الآيتين ، حيث إن الثانية ترى الأمر بالمعروف فريضة على الجميع والأولى تراه فريضة على أمة خاصة ، فالمراتب النازلة فريضة على الكل والمراتب العالية وظيفة للأقوياء من الأمة . ويكفي في أهمية تلك الفريضة قوله سبحانه : * ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) * ( الحج - 41 ) . وهذا الإمام أمير المؤمنين يعلل قيامه ونضاله ، بردع البدع ويقول : " اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا ، منافسة في سلطان ، ولا التماس شئ من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك " [1] و رد المعالم من دينه ، كناية عن رفض البدع التي كانت قد ظهرت على الساحة الإسلامية لأجل التساهلات . وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب ، وتحل