نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 102
وقد خاطب تعالى الكافرين محذرا من الاغترار بدوام حالة الأمن التي يعيشونها ، فإن من سنته الإمهال قبل حلول النكال ، قال لهم بصيغة الاستفهام الانكاري : * ( أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ) * ( 1 ) . ومن يقرأ سورة هود يلاحظ أنها تستعرض سريعا أوجه الدمار الذي حل بالمجتمعات الكافرة ابتداءا من قوم عاد إلى قوم فرعون . وتستخلص السورة من كل ذلك عبرة قيمة مفادها أن الظلم كان السبب وراء تدمير المجتمعات : * ( . . وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) * ( 2 ) . وهذا بخلاف الإيمان الذي تمتد بركاته وثماره لا إلى حياة المؤمن فحسب وإنما إلى أبنائه وأحفاده قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لأبي ذر : ( يا أبا ذر إن الله يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم ) ( 3 ) . وصفوة القول إن الإيمان بمثابة السور الوقائي الذي يقي المجتمع من الدمار ويحقق له البركة والرفاهية ويمنحه القوة . أما الكفر وما يرافقه من الظلم فإنه ينطوي على نتائج مأساوية كالدمار والبوار . والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين