نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 101
والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم على النحو الأكمل . وعلى هذا الصعيد لا بد من التنويه على أن التوجه المخلص لله تعالى تنعكس آثاره النافعة على الطبيعة التي يعيش فيها الإنسان فتجود - بإذن الله تعالى - بالخير والبركة الأمر الذي يساعد على زيادة القوة سواءا كانت قوة اقتصادية أم اجتماعية وما إلى ذلك . ومن الشواهد القرآنية على ذلك ما قاله النبي هود ( عليه السلام ) لأبناء مجتمعه الذين أصابهم القحط والجدب بسبب كفرهم وإعراضهم عن الله تعالى : * ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) * ( 1 ) . لقد بدا واضحا أن هود ( عليه السلام ) قد أعلم قومه الكافرين بأن طريق الإيمان والهداية يؤدي إلى حصول الخير والبركة للمجتمع حيث ترسل السماء مطرها الغزير وتجود الأرض بالخصب فتتضاعف القوة . أما الإعراض على طريق الإيمان فسوف ينذر بعواقب خطيرة تبرز مؤشراتها المأساوية بارتفاع البركات المؤدي إلى تدمير المجتمعات ، قال تعالى : * ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون * ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ) * ( 2 ) . وهكذا نجد أن الكفر عامل أساسي في تدمير المجتمع وفناءه . وقد دمر الله تعالى الأمم الكافرة بمختلف ألوان وأشكال العذاب وكانت الطبيعة أداة هامة في تنفيذ العقوبة الإلهية .
1 ) سورة هود 11 : 52 . 2 ) سورة النحل 16 : 112 - 113 .
101
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 101