نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 97
للكافر يوم القيامة ، لو كان لك ملأ الأرض ذهبا أكنت تفتدي به فيقول : نعم ، فيقال له : كذبت قد سئلت ما هو أهون عليك من هذا فأبيت ) ( 1 ) . ثانيا : تغيير الروابط الاجتماعية : بينما يدفع الكفر بأبناء المجتمع نحو هاوية العصبية المقيتة ويركز على روابط الدم والرحم ومظاهر اللون والمكان وما إلى ذلك من روابط جاهلية ، كما قال تعالى : * ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ) * ( 2 ) . نجد أن الإيمان يفتح آفاقا جديدة من العلائق بين البشر ترتكز على الأخاء والمساواة ، وغدا معيار التفاضل الوحيد بين البشر يقوم أساسا على الإيمان والتقوى والفضيلة ، قال تعالى : * ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . . ) * ( 3 ) . وهكذا نجد أن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد ركز في عمله التبليغي على إزالة غيوم العصبية السوداء ، وعمل جاهدا على إزالة الرواسب الجاهلية من نفوس أصحابه والمحيطين به ، ومن الشواهد الدالة على هذه الحالة ، أن الصحابي الجليل سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) الذي رفعه الإيمان من أسفل القاع الاجتماعي إلى القمة ، فبعد أن كان عبدا فارسيا أصبح حرا ومن أهل البيت ( عليهم السلام ) ينظر له المسلمون بعين الاحترام ، ويقابلوه بالتعظيم والإكرام الأمر الذي أثار حفيظة بعض الأصحاب كعمر بن الخطاب الذي لم تغادر العصبية - يومئذ - قاع وعيه ولم تنفك رواسبها تتحكم في مشاعره ، فقد
1 ) تنبيه الخواطر 2 : 226 . 2 ) سورة الفتح 48 : 26 . 3 ) سورة الحجرات 49 : 13 .
97
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 97