نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97
ب : هل الجاهل القاصر كافر أو لا ؟ لا شك أن الجاهل القاصر ليس بمؤمن إنما الكلام هل هو كافر أو لا ؟ والمعروف بين المتكلمين أنه لا واسطة بين الإيمان والكفر ، لأنهما من قبيل العدم والملكة ، مثلا الإنسان إما بصير أو أعمي ولا ثالث لهما ، هذا وإن كان صحيحا من حيث الأبحاث الكلامية ، لكن الكلام في إطلاق لفظة الكافر في اصطلاح القرآن والسنة عليه إذ من الممكن أن يكون للكافر اصطلاح خاص فيهما ، فيختص بالجاحد أو الشاك مع التمكن من المعرفة ، ولا يعم غير المتمكن أصلا . وبعبارة أخرى : ليس الكلام في الثبوت ، حتى يقال : إنه لا واسطة بينهما ، إنما الكلام في الإطلاق والاصطلاح . حيث يظهر من العديد من الروايات وجود الواسطة بينهما . وإليك نقلها : 1 - عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - في تفسير قوله سبحانه : ( إلا المستضعفين . . . لا يستطيعون حيلة ) * فيدخلوا في الكفر * ( ولا يهتدون ) * فيدخلوا في الإيمان ، فليس هم من الكفر والإيمان في شئ ( 1 ) . 2 - عن سماعة : وهم ليسوا بالمؤمنين ولا الكفار ( 2 ) . وعن زرارة قال : قلت : لأبي عبد الله - عليه السلام - : أتزوج المرجئة أو الحرورية أو القدرية ؟ قال : لا عليك بالبله من النساء . قال زرارة : فقلت : ما هو إلا مؤمنة أو كافرة . فقال أبو عبد الله - عليه السلام - : فأين استثناء الله ، قول الله أصدق من قولك * ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء ) * ( 3 ) .
1 . البحار : ج 69 ص 162 باب المستضعفين ، الحديث 16 . 2 . المصدر نفسه : ص 163 ، الحديث 21 . وسماعة من أصحاب الإمام الصادق - عليه السلام - . 3 . المصدر نفسه : ص 164 باب المستضعفين ، الحديث 24 ، ونظيره الحديث 26 .
97
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97