نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 92
وهناك من جوز التقليد - تجاه من أوجبه - وقال : بأنه لو وجب النظر في المعارف الإلهية لوجد من الصحابة ، إذ هم أولى به من غيرهم ، لكنه لم يوجد ، وإلا لنقل كما نقل عنهم النظر والمناظرة في المسائل الفقهية . يلاحظ عليه : أن الأمر دائر بين الأخذ بهدي القرآن ، وفعل الصحابة ، فالأول متعين للاتباع والقرآن يدعو إلى التفكر وطلب البرهان ويقول : * ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) * ( البقرة - 111 ) والآية واردة في رد قول اليهود : حيث قالوا : * ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) * والله سبحانه يصف كلامهم بأنه أمنية من أمانيهم ، ويأمر نبيه أن يطلب البرهان لهذا التخصيص . ولعل الصحابة كانوا في غنى في ذلك الزمان عن النظر والاستدلال لحصول اليقين لهم . على أن عليا إمام الصحابة وأقضاهم وأعلمهم ، فقد ملأت خطبه ورسائله وكلمه ، أنواع المعارف ، ومنه أخذ أصحاب النظر أصول كلامهم وأنظارهم . إن تجويز التقليد في الأصول ، سبب لإماتة الدين ، وزواله عن القلوب والأرواح ، وفسح المجال للملاحدة والزنادقة لبث بذر الكفر والنفاق ، أعاذنا الله من مكائدهم ودسائسهم . هذا كله في الفرد المتمكن من تحصيل اليقين ، وأما الكلام في الفرد القاصر فجدير بالبحث والدراسة ، وإليك بعض الكلام فيه :
92
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 92