نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 191
العقل النظري . وبالجملة ، الأحكام العقلية في مجالي النظر والعمل أداة يفسر بها ما ورد من الآيات حول ذاته وصفاته ( مورد العقل النظري ) وأفعاله ( مورد العقل العملي ) . نعم من اتخذ العقل أداة وحيدة للتفسير يصعب عليه تحليل الآيات الراجعة إلى الأحكام والقصص والمغازي . وينطبع تفسيره بالطابع العقلي البحت . وتظهر أهميته في الآيات الواردة حول المعارف خصوصا الآيات المتضمنة للحوار والمناظرة بين الأنبياء وخصومهم . ومن ألطف ما رأينا من التفاسير في هذا المنهج هو تفسير " القرآن والعقل " تأليف السيد الجليل نور الدين الحسيني العراقي ( م 1341 ه ) . وفي هذا القسم من التفسير لا يهتم المفسر في إخضاع الآيات لمنهج عقلي كلامي خاص وإنما هو من قبيل الاستضاءة بهذه الأصول الثابتة عند العقل في تحليل الآيات . نعم لو وقف المفسر على آيات يتبادر من ظهورها الابتدائي الجبر فإنه يحاول أن يتفحص في القرآن ليجد ما يفسر هذه الآية على وجه يكون موافقا للأصل المسلم عند العقل ( الاختيار ) لكن تكون هذه الأصول هي المحركة للمفسر إلى الفحص البالغ في متون الآيات والقرائن المنفصلة عنها حتى يتبين الحق وهذا بخلاف القسم الآخر الذي سيوافيك فإنه أشبه بالتفسير بالرأي . ومن حاول أن يسمى هذا النوع من التفسير ، تفسيرا بالرأي فقد أخطأ خطأ كبيرا لأن المفسر إنما يقوم بتفسير كلام الله بعد الاعتقاد بوجود الصانع وصفاته وأفعاله وأنبيائه ورسله وكتبه وزبره . وهذه المعارف تعرف بالعقل الذي يستقل بالأحكام الماضية ولا فرق عند العقل بين الاستدلال على وجود الصانع عن طريق النظام السائد على العالم ، والحكم بحسن العدل ، وقبح الظلم ، ولزوم
191
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 191