نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 138
لا يبرر به اجتهاد الشيعة في الفروع والأحكام العملية ، في مجال تجويز المتعة والتقية ، ومسح الأرجل ، وترك التثويب وقبض اليد اليسرى باليمنى ، إلى غير ذلك من الفروع التي اختلفت فيها كلمات فقهاء الشيعة عن أهل السنة . فلماذا باؤكم تجر وباؤنا لا تجر * ( تلك إذا قسمة ضيزى ) * . ففي هذا الجو المفعم بالعداء والتباغض وسوء الظن لا تتحقق الوحدة ، بل تتقوى الفرقة وتنثلم العروة الوثقى . إن الشيعة في عصري الأمويين والعباسيين كانوا فريسة للظالمين ، ولم يكن لهم محيص إلا التقية فإنها سلاح الضعيف وعليها جبلت طبيعة البشر وشرعها الإسلام في الظروف الحرجة ، وربما تحرم التقية التي جاء بها القرآن الكريم في سورتين مباركتين ( 1 ) وأطبق على جوازها كل المفسرين ، إذا توقف حفظ الكرامة وصيانة الحق على تركها ، ومع ذلك نرى أنه يشنع بها على الشيعة ويزدرى بها عليهم كأنهم جاءوا بأمر فظيع . وأنت إذا قرأت تاريخ الشيعة وما حاقت بهم من بلايا ومصائب من أخذهم بالظنة والتهمة ، وقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وصلبهم على مشانق البغي ، تقف على أنه لم يكن لهم محيص للحفاظ على حياتهم إلا التقية . نعم كان هناك رجال رجحوا التضرج بالدماء على الحياة مع الظالمين . فلو كان هناك ذنب في أعمال التقية فالبادئ بها أظلم ، أي من دفعهم إلى العمل بها . فيا أيها المسلمون كونوا أنصار الوحدة والألفة ، ولا تكونوا دعاة التفرقة * ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) * ( 2 ) . وارفضوا سوء الظن
1 . آل عمران : 28 ، النحل : 106 . 2 . النساء : 94 .
138
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 138