responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 137


إن أعلام الشيعة منذ منتصف القرن الثالث ملأوا رسائلهم بنفي التحريف عن الكتاب العزيز ، وربما وجد فيهم من اغتر ببعض المراسيل الموجودة في كتب الفريقين الروائية ، ومع ذلك نجد أن المعارض يذكر الأخير ويتناسى تصريح مئات علماء الشيعة على عدم التحريف .
نحن الشيعة كلما تكلمنا عن تغلب معاوية على الأمة وابتزازه الإمرة عليها بغير رضا منها وقتله شيعة علي - عليه السلام - تحت كل حجر ، وأخذه بالظنة والتهمة ، وقتله الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي الذي أنهكه الورع والعبادة ، والصحابي العظيم الآخر : عمرو بن الحمق بالوحشية والقسوة ، إلى غير ذلك من فظائع الأعمال ، وقبائح الأفعال .
قام أصحاب القلم من السنة بتبرير أعماله بالاجتهاد ، وأنه كان مجتهدا فيما رأى وعمل .
وكلما تكلمنا عن عمرو بن العاص وخيانته التي ارتكبها في مسألة التحكيم والخدعة التي قام بها بوجه أبي موسى الأشعري ، برروا عمله بأنه صدر منه عن اجتهاد .
وكلما تحدثنا عن جمل البصرة ، وراكبته ، وقائدة الجيش الجرار ضد الإمام المختار من قبل المهاجرين والأنصار ، بل الإمام المنصوص عليه من قبل الله يوم الغدير في محتشد عظيم ، قالوا : إنها كانت مجتهدة عارفة بوظيفتها .
وإذا قلنا : إنه سبحانه يأمرها بلزوم البيت النبوي بقوله عز من قائل : * ( وقرن في بيوتكن ) * ( الأحزاب - 33 ) قالوا : إن أساس عملها الاجتهاد ، وإن كانت خاطئة .
فإذا كان باب الاجتهاد واسعا إلى هذا الحد الذي يبرر به قتل النفوس المؤمنة ، وتخضيب الأرض بالدماء الطاهرة ، واستئصال الصحابة العدول ، فلماذا

137

نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست