نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 215
وهذا كما ترى بعيد جدا بل لا وجه له أصلا ، وقد احتج لذلك باستحالة حلول الجسم الواحد في مكانين في وقت واحد ، وما ذكره هنا مدفوع : أما أولا : فلعدم معارض لهذه الأحاديث من كلامهم ( عليهم السلام ) . وأما ثانيا : فلإمكان حضوره ( عليه السلام ) في مكان معين ، يراه كل محتضر تلك الساعة . كما روى ابن بابويه وغيره : " أن ملك الموت سئل كيف تقبض الأرواح من المشرق والمغرب ؟ فقال : إن الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما يشاء " ( 1 ) . وأما ثالثا : فلأنه يمكن أن يكون مخصوصا بالمؤمن الكامل ، والكافر الكامل ، ومثل هذا لا يتفق في كل شهر مرة . وأما رابعا : فلأن الأحاديث دالة على الرؤية الحقيقية ، لما فيها من ذكر الخطاب والعتاب والسؤال والجواب والإشراف والاقتراب ، والمجئ والذهاب . وأما خامسا : فلما مر من عدم جواز التأويل بغير نص ودليل . وأما سادسا : فلأن الله قد أعطى النبي والأئمة ( عليهم السلام ) من القدرة والفضل ما لم يعطه أحدا ، وما لا يمكن وصفه ، وما هو أعظم مما ذكر ، كما يدل عليه " أصول الكافي " و " بصائر الدرجات " وغيرهما . وأما سابعا : فلأن أحوال تلك النشأة - أي ما بعد الموت - لا يلزم مساواتهما لأحوال هذه النشأة ، بل لا شك في اختلافهما في أكثر الأحكام . وأما ثامنا : فلأن الله قد أعطى ملك الموت ومنكرا ونكيرا مثل هذه القدرة ، فلا ينكر أن يعطي النبي والأئمة مثلها بل ما هو أعظم منها .
1 - من لا يحضره الفقيه 1 : 80 / 357 .
215
نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 215