نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 374
باطل ، وأنا أذكر ما يخطر لي من الشبهات التي استند إليها منكرها ، وأجيب عنها تفصيلا فأقول : الشبهة الأولى : الاستبعاد ، وهذا كان أصل إنكار من أنكرها ، وذلك أن كثيرا من العقول الضعيفة لا تجوز ذلك ولا تقبله ، وخصوصا ما روي في بعض الأحاديث السابقة مما ظاهرها أن مدة رجعة آل محمد ( عليهم السلام ) ثمانون ألف سنة ، إلى غير ذلك من الأمور البليغة الهائلة . فالجواب أولا : إن خصوص هذا التحديد لم يحصل به اليقين ، ولا وصل إلى حد التواتر ، وكل من جزم بالرجعة لا يلزمه الجزم بهذه المدة . وثانيا : إن الاستبعاد ليس بحجة ولا دليل شرعي ، فلا يجوز الالتفات إليه . وثالثا : إن هذا لا يصل إلى حد الامتناع ، بل هو ممكن لا يجوز الجزم بنفيه ، لأنه يستلزم دعوى علم الغيب . ورابعا : إنه لا يوجد له معارض صريح بعد التتبع التام فلا يجوز رده . وخامسا : إنه يحتمل حمله على المبالغة ، وأن يكون مثل قوله تعالى * ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) * ( 1 ) وقوله تعالى * ( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) * ( 2 ) كما ذكر بعض المفسرين أن المراد ما يقضى في ذلك اليوم ويفصل ، ويقع من الأمور العظيمة يحتاج إلى مثل هذه المدة من السنين في الدنيا . وسادسا : إن ذلك إن كان المراد منه ظاهره ، فهو بالنسبة إلى فضل الأئمة ( عليهم السلام ) قليل ، وبالنسبة إلى قدرة الله تعالى سبحانه وكرمه أقل ، وما أحسن ما قاله في هذا المقام رجب البرسي في كتابه بعدما أورد حديثا عجيبا في فضلهم ( عليهم السلام ) في أوائل
1 - سورة الحج 22 : 47 . 2 - سورة المعارج 70 : 4 .
374
نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 374