نام کتاب : الأنوار الساطعة من الغراء الطاهرة ( خديجة بنت خويلد ) نویسنده : الشيخ غالب السيلاوي جلد : 1 صفحه : 21
على أدائها وتنقضي الأيام وتتعاقب وخديجة تحرص على ألا تشغله بصغائر الأمور وتهيئ له الجو المناسب لتعبده وخلوته . ولاحت بوادر الحمل ففرحت خديجة فرحا شديدا ، فما كانت امرأة في قريش أشد لهفة على الحمل منها وكيف لا تكون فرحتها عظيمة وهي زوجة للصادق الأمين زين شباب مكة وقد ناهزت الأربعين وزفت إلى زوجها الكريم ، بشرى حملها الذي استمرت متاعبه واستخفت ثقله فظلت طوال شهوره التسعة تعد دنياها لاستقبال الوليد وتختار له المرضع قبل أن يولد كما جاء في الإصابة لابن حجر . وجاءت اللحظة الحاسمة ، ومضت فترة من الوقت والأب الكريم في انتظار أن تزف إليه البشرى وكله شوق إلى رؤية الفلذة الحية من صلبه ، يرى حبة القلب التي سوف تمشي على الأرض ولم يمض وقت طويل حتى جاءته القابلة وبشرته بمولودته الأنثى ، فخفق لها قلبه وفرح بالهبة الربانية الكريمة ، وحمد الله على ما حباه من الولد وأجزل له الشكر على سلامة زوجته الغالية . ثم ما لبث أن سماها زينب . ولم يحزن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن الله رزقه بأنثى كما كان يفعل الجاهليون فقد استقبلها بفرح وسعادة ونحرت الذبائح احتفالا بمولودها ، وقد أضفت على البيت مزيدا من الإشراق والبهجة على إشراقه وبهجته بالزوجين السعيدين .
21
نام کتاب : الأنوار الساطعة من الغراء الطاهرة ( خديجة بنت خويلد ) نویسنده : الشيخ غالب السيلاوي جلد : 1 صفحه : 21