نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 94
باسمه تعالى إنّ الأمر الوارد في اتباع الفقهاء والعلماء والأخذ بحديث الثقات من الرواة أمر إرشادي لحجّية قولهم كما قرّر في علم الأُصول ، فلا بدّ من تقييده عقلًا بصورة عدم العلم بمخالفته للواقع ، فإنّ جُعل شيء طريقاً للواقع إنّما هو في فرض احتمال مطابقته للواقع . وأمّا الأمر المذكور في الآية فهو أمر مولوي نفسي ، وحيث إنّه لا يعقل إطلاق الأمر وشموله لصورة أمر النبي وأُولي الأمر ( عليهم السّلام ) بما فيه مخالفة لأمر الله تعالى ، فلا محالة يكون مقتضى الإطلاق في الأمر بإطاعة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وأُولي الأمر هو عصمة الشخص المطاع مطلقاً ، فيكون المراد بأُولى الأمر الأئمة المعصومين ( عليهم السّلام ) . ويؤكَّده قرن الأمر بطاعتهم بالأمر بطاعة الله ورسوله ، والله الهادي إلى سواء السبيل . مفهوم الآية * ( عَبَسَ وتَوَلَّى ) * ما هو رأيكم الشريف بمقولة من يرى أنّ آية * ( عَبَسَ وتَوَلَّى ) * نزلت بمناسبة عبوس الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وإعراضه عند مجيء عبد الله بن أم مكتوم ؟ باسمه تعالى المروي عن الأئمة ( عليهم السّلام ) نزول الآية المذكورة في رجل كان في مجلس النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) والآية المباركة عتاب ولوم لذلك الرجل الحاضر في مجلس النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، ومما يؤكَّد ذلك اشتمال السورة على مضامين لا تتناسب مع حديث القرآن الكريم عن شخصيّة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) فمثلًا قوله تعالى * ( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَه تَصَدَّى وما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) * ظاهر في أنّ المقصود بهذه الآيات شخص من دأبه التصدّي للأغنياء وإعراضه عن الفقراء وعدم الاهتمام بتزكيتهم ، وهذا مخالف صريح لقوله تعالى عن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) * ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِه ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) * [1] ، وكذلك قوله تعالى * ( وأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْه تَلَهَّى ) *