نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 81
تعالى * ( وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ ) * [1] ولا نعرف وسيلة أشرف من النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) والأئمة ( عليهم السّلام ) ، ولهم الولاية التكوينية كما ثبتت لسائر الأنبياء ، وهم أفضل من سائر الأنبياء ، والحكمة اقتضت ذلك حيث انّهم ربّما يتصرّفون تصرّفاً تكوينياً لدفع كيد من يريد الإساءة للدين وللمسلمين ، وإنّما يمتازون عن سائر الأنبياء من حيث انّ الأنبياء يثبتون نبوّتهم بالمعجزة وخرق العادة ، بخلاف الأئمة ( عليهم السّلام ) فإنّ إمامتهم ثبتت بتعيين رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، وهم باب ابتلي به الناس بعد النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) كما ورد في الزيارة الجامعة ، ولذا قلَّت تصرّفاتهم التكوينية ولم يتصرّفوا باقتراح من الناس ، بل كانوا يفعلون في موارد قليلة لاقتضاء الحكمة والضرورة لإبطال قول مدّعي النبوّة أو الإمامة ، ونحو ذلك ، كما أوضحناه في بعض الاستفتاءات ، والله العالم . هل يجوز أن نقول : إنّ الله عزّ وجلّ قد فوّض إلى الأئمة ( عليهم السّلام ) بعض شؤونه ؟ وعلى فرض صحّة ذلك القول ، فما هو الفرق بين التفويض الباطل والتفويض الصحيح ؟ باسمه تعالى قد ذكرنا أنّ مذهب التفويض باطل ، قال الله تعالى * ( وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ ) * [2] ، والله العالم . ما هو حدّ الغلو ، وهل تصحّ عقيدة المؤمن إذا اعتقد أن للأئمة ( عليهم السّلام ) مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ؟ وعموماً إذا اعتقد بالمضامين التي جاءت في الزيارة الجامعة الكبيرة ، وهل يشمل اللعن في قوله تعالى * ( يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداه مَبْسُوطَتانِ ) * القائلين أنّ الله فوّض إلى الأئمة ( عليهم السّلام ) الأحكام الشرعية وشؤون الخلق والرزق ، مع إقرارهم وإذعانهم بأنّ كلّ ذلك من الله
[1] سورة المائدة : الآية 35 . [2] سورة المائدة : الآية 35 .
81
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 81