نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 52
الشمس عليهم : « نمتم بوادي الشيطان » . والرواية هي : محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال : « سمعته يقول : إنّ رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) رقد فغلبته عيناه فلم يستيقظ حتى آذاه حر الشمس ، ثمّ استيقظ فعاد ناديه ساعة وركع ركعتين ثمّ صلَّى الصبح وقال : يا بلال ، ما لك ؟ فقال بلال : أرقدني الذي أرقدك يا رسول الله . قال : وكره المقام وقال : نمتم بوادي الشيطان » [1] . فإن معنى هذا هو أنّ النوم الذي حصل للرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) مثل أي نوم يحصل لسائر الناس ، وأنّه من الشيطان ، وهو ممتنع على الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) لأنّه نوم يقتضي حصول الغفلة عند الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) . وقد ورد في الروايات ذكر النوم الحاصل من الشيطان ، فإن فيها : يأتي الملك [2] ويوقظ النائم إلى صلاة الصبح ، فإذا لم يقم ونام يأتي الملك ثانية ، وإذا لم يقم ونام مرة أُخرى يأتي الشيطان إليه فيلهيه عن القيام ويحسن له المنام حتى تطلع عليه الشمس ويفوته أداء الصلاة في وقتها . وقال الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) في الرواية التي نحن بصدد الحديث عنها : « نمتم بوادي الشيطان » . وهذا لا يجتمع مع ما ذكره الله تعالى في كتابه المنزل * ( إِنَّه لَيْسَ لَه سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّما سُلْطانُه عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَه والَّذِينَ هُمْ بِه مُشْرِكُونَ ) * [3] . فنحن نعلم بأنّ الشيطان لا يمكنه أن يؤثّر
[1] الوسائل : ج 3 ، ص 206 ، الباب 61 ، الحديث 10 . [2] جاء في البحار : ج 87 ، « المحاسن ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن خضر أبي هاشم ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ لليل شيطاناً يقال له الزهاء ، فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ، ثمّ يستيقظ مرّة أُخرى ، فيقول : لم يأن لك . فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتّى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر بال في أذنه ، ثمّ انصاع يمصع بذنبه فخراً ويصيح » . [3] سورة النحل : الآيتان 99 100 .
52
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 52