نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 24
الفترات اللاحقة ، وتناقل النصوص المصرّحة بإمامتهم بين الرواة أمراً في غاية الخطورة على الإمام وعلى شخص الناقل أيضاً . ولكنّهم مع ذلك قد حفظوا لنا جزاهم الله خير الجزاء تلك النصوص وتناقلوها فيما بينهم بالرغم ممّا كان يكتنفها من المشاكل والضغوط حتى أوصلوها لنا ، بحيث تمّت بواسطتها الحجّة على من أنكر ، والاحتجاج بها والاستناد إليها لمن آمن . ولهذا فقد أصبحت هذه القضية من المسلَّمات العقائدية لدى شيعة أهل البيت ، والمتواترة إجمالًا ، بحيث إنّهم عرفوا حتى عند أعدائهم بتوليهم لهؤلاء الأئمّة الطاهرين ، وميّزوا بأنّهم ( الاثنا عشرية ) في إشارة إلى اعتقادهم بإمامة الأئمّة الاثني عشر . وصار الأمر عند الشيعة بحيث إنّ من كان لا يؤمن بأحدهم أو جعل غيره مكانه لا يعد من هذه الطائفة المحقة . بل إنه كما ذكرنا سابقاً ارتبط ذكر أسمائهم ( عليهم السّلام ) بالصلاة وسجدة الشكر كما في صحيحة بن جندب عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) ، وهذا لعلَّه يراد منه أن يكون المؤمن ذاكراً لأئمّته في كل يوم ، وحتى لا تنسى هذه الصفوة الطاهرة ، أو يدّعي آخرون عدم وجود الدليل أو النص عليهم أو على بعضهم . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا على ولايتهم في الدنيا ، فلا ننجرف في تيارات الفتن والشكوك التي أخبرنا بها أئمتنا ( عليهم السّلام ) وبالذات في زمان الغيبة ، حيث يرتاب المبطلون ويثبت المؤمنون ، وأن ينفعنا بشفاعتهم في الآخرة إنّه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير . اللَّهمّ ما عرّفتنا من الحق فحمّلناه وما قصرنا عنه فبلَّغناه ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
24
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 24