نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 49
والشيخ لا يوجد فيها كلمة النوم ، بل ذكر فيها السهو وأنّه من أجل أن لا يعيب بعضهم على بعض ، ومن المطمئن به أنّ هذه الزيادة إنما هي من كلام الصدوق وأنّه هو الذي ذكرها في الفقيه ، فحقّ السهو عليه لا على النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) . الجهة الرابعة ؛ ذكر بعض أدلة العامة على سهو النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) : استدل بعض العامة على وقوع السهو من النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : بأنّ الله سبحانه أمر النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بعدم القعود مع الظالمين إذا نسي ثمّ تذكر بقوله تبارك وتعالى * ( وإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) * [1] ، بعد قوله تعالى * ( وإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِه ) * [2] . وللجواب عن هذه الشبهة نذكر أوّلًا هذا التنبيه : إنّ كلمة النسيان الواردة في القرآن وفي الاستعمالات البلاغية تأتي بمعاني ، منها : 1 ذهاب الفكرة من ذهن الإنسان بعد إدراكها . 2 الغفلة عن أصل الأمر . 3 النسيان العملي ، بمعنى الترك ، أي ترك الشيء عملًا فكأنّما هو ناس له . ويستعمل هذا المعنى في القرآن وفي غيره من الاستعمالات العربية كثيراً ، قال الله تعالى في حق أهل النار * ( الْيَوْمَ نَنْساكُمْ ) * [3] ، أي نترككم ، إذ لا يعقل في حق الله سبحانه وتعالى النسيان بمعنى الغياب عنه . والمراد من النسيان في الآية هو المعنى الثالث ، إذ النسيان الحاصل من
[1] سورة الأنعام : الآية 68 . [2] ينقل هذا القول عن الجبائي ، راجع البحار : ج 17 ، ص 98 . [3] سورة الجاثية : الآية 34 .
49
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 49