نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 60
ثم أين أنت عن علم الغيب بالإلهام ، الذي تثبتونه للخليفة عمر في قصة ( يا سارية الجبل ) وغيرها ؟ بل أين أنت عن علم الغيب الذي تثبتونه للساحر الكافر ، بل يثبت له عدد من علمائكم الولاية التكوينية والقدرة على التصرف في الكائنات ( تغيير الأعيان ) ! ! وكيف تقبل لنفسك الاعتقاد بأن للساحر قدرة عظيمة أكثر من قدرة النبي والوصي ؟ ! ! والنتيجة : أن من يدعي أن نبيا أو وصيا أو مخلوقا يعلم الغيب من دون الله تعالى ، فقد اتخذه إلها ! والعياذ بالله وكفر ! أما من يدعي له علم قدر من الغيب من الله تعالى ، فيطالب بالدليل عليه ، لأنه أمر ممكن يثبت منه مقدار ما دل عليه الدليل . . وهذا هو اعتقادنا بعلمهم عليهم السلام ، دون زيادة ولا نقصان . والمشكلة الذهنية عند كثيرين أنهم لا يفرقون بين : علم الغيب من دون الله ، وعلم الغيب بتعليم الله تعالى ، وكذلك بين الأولياء من الله والأولياء من دونه ، وبين الشفعاء من الله والشفعاء من دونه ، وبين الوسيلة من الله والوسيلة من دونه . . إلخ . وكأنهم لم يقرؤوا هذه المفاهيم في آيات القرآن ؟ ! وأما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من عترته عليهم السلام ، فإن من الثابت في سيرة المؤمنين في كل الأديان ، من عهد أبينا آدم عليه السلام إلى بعثة نبي الإسلام ، هو احترام قبور أنبيائهم وأوصيائهم وأوليائهم ، وتشييدها وزيارتها . . بل إن ذلك سيرة عقلائية عند كل الأمم والشعوب ، فتراهم يحترمون قبور موتاهم ، خاصة المهمين العزيزين عندهم .
60
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 60