نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 54
للقرآن ، وقد وعدت المسلمين بذلك ، وشكلت لجنة لجمعه ، لكن لم يصدر عنها القرآن المدون . . واستمر الأمر كذلك إلى أن انتهت خلافة أبي بكر ، وعمر ، وشطر من خلافة عثمان ! وفي هذه المدة كان المسلمون يكتبون نسخ القرآن في العراق والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة عبد الله بن مسعود ، وفي الشام والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة أبي بن كعب ، وفي البصرة والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة أبي موسى الأشعري . . وكانوا يكتبون عن نسخ صحابة آخرين أيضا . . وقد نشأت بسبب ذلك مشكلة الاختلاف في القراءات واتسعت بين المسلمين ، حتى انفجرت وكادت تصل إلى القتال بين جيش المجاهدين في فتح أرمينية ، حيث شارك فيه جيش الشام وجيش الكوفة ، ووقع بينهم اختلاف في القراءات ، وأعلن بعضهم كفره بقرآن الآخر ، وكاد يقع قتال ، فأصلح بينهم قائدهم حذيفة بن اليمان بحكمته ومكانته ، وجاء في وفد إلى المدينة ليعالج المشكلة وساعده على ذلك علي عليه السلام ، وأقنعوا الخليفة عثمان بضرورة أن تتبنى الدولة نسخة من القرآن ، وتوحد نسخه في جميع البلدان ، فقبل بذلك وأصدر أمره بتدوين النسخة الأم الفعلية . . فالنسخة الفعلية تم تدوينها بطلب حذيفة وعلي ، وتدل الروايات على أنها كتبت عن نسخة علي . . فكيف يمكن أن يصدر عنه كلام بأنها محرفة ؟ ! وفي هذا الموضوع بحوث ودراسات لا يتسع لها المجال . أما ما ذكرت من الروايات الموجودة في كتبنا عن التحريف في القرآن والعياذ بالله ، فهي مردودة عند علمائنا أو مؤولة . . وهي مشكلة لا تختص
54
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 54