نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 437
وقد اغتر كثير من الشباب وطلاب العلم بتخريجاته ، لأنهم لا يرجعون إلى الأصول التي ينقل منها ، ولا يدركون تناقضه في الحكم على الحديث ما بين كتاب وكتاب من مصنفاته ومؤلفاته ، لعدم أهليتهم لذلك ، فكنت أدون تلك الملاحظات في كراس خاص ، ولما اجتمع عندي من ذلك عدد ضخم وشئ كثير رأيت أن أدون تلك التناقضات في سلسلة ، وكذا الأوهام في سلسلة ، وكذا الأخطاء والقصور في الاطلاع في سلسله أخرى ، وكذا ما يقع له من حذف أو تغيير في كلام السادة العلماء والأئمة الذين ينقل من كتبهم في سلسلة أخرى كذلك ، وأخرجها للقراء ليقفوا على جلية الأمر حتى لا يقعوا فيها لا سيما الذين فتنوا به . وغير خاف أن الشيخ يعد نفسه وكذا من فتن به أنه وحيد دهره وفريد عصره ، وأن كلامه لا يجوز الاستدراك عليه ، ولا التعقب على ما لديه ، وأنه فاق السابقين في الوقوف على أطراف الحديث وزياداته وتمحيصها ، وبيان ما خفي على المحدثين والحفاظ من خفايا عللها ، وأنه وإن كان أصغر رتبة في هذا العلم من البخاري قليلا ! لكنه يستطيع أن ينتقده ويضعف ما صححه ! كما أنه يستطيع أن يتعقب الإمام مسلما حتى فيما لم يسبقه به أحد من الحفاظ المتقدمين ، والأئمة السالفين ، وقد هضم حقه بعض تلاميذه وشركائه حين وصفه أنه برتبة الحافظ ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث ! ، وإلى هنا فقد ( بلغ السيل الزبى ) لا سيما وأن الشباب المفتونين بتخريجاته وتعليقاته ، وأمثالهم ممن انبهر بمصنفاته ، لا يعرفون إخراج الحديث من الكتب التي ينقل منها ، مع ملاحظة المثل السائر ، ( إن الحب يعمي ويصم ) وقد صرح لهم أنه لا يقلد في هذا الفن أحدا كما صرح في مقدمته الفذة ( لآداب زفافه ) المشحونة بالنيل من أهل العلم والفضل ، والافتراء عليهم .
437
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 437