نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 426
وقد يكون الحديث ضعيفا بلفظ معين لكنه يروى بلفظ آخر صحيح وسنده قوي . وقد أشار الدكتور البوطي لهذه الطريقة حين علق على تضعيف الشيخ ناصر الدين الألباني ( سلفي كبير معتمد في تحقيق الأحاديث ، وولاؤه لأبناء عبد العزيز ) لحديث رواه بلفظ معين . يقول البوطي : ( وإنما هو ضعيف بهذا اللفظ فقط ، أما أصل الحديث فقد رواه البخاري بطريق صحيح . . . وإذا كان للحديث الواحد طريقان فلا ينبغي الاقتصار وتخريجه على ذكر الضعيف منهما لما فيه من الإيهام ) ( اللامذهبية ، ص 163 ) . والحقيقة أن هذا ليس إيهاما فقط إنما تحريفا ( كذا ) وكتما للحق . ولعل الشائع لديهم اليوم هو انتقاء الأحاديث الخاصة التي تدعم مذاهبهم الفروعية والأصولية . وعدم الذكر أو التعرض لغيرها لدرجة تجعل القارئ لا يعلم بوجود سوى ما ينشرونه في كتبهم . وانظر مثلا عندما يتكلمون عن صفة صلاة النبي ( ص ) فإنك لن تجد حديثا يخالف ما عليه المذهب الحنبلي ، وإن كان صحيح السند عند غيرهم ، بل ذكرته الصحاح لدى أهل السنة والجماعة . وإذا ما تم ذكر بعضها أو التعرض له ، فلأجل الطعن في سنده وتجريح رواته . لا شك أنه سيطول بنا المقام ، لو أردنا أن نأتي بالأمثلة على كل ما ذكرناه من كتب السلفية . فالمهم عندنا أن يعلم القارئ هذا الأسلوب . ويعرف خلفيته ونتائجه . ففي أغلب الأبواب والمواضيع التي ينتصر السلفية فيها لرأي مخصوص أو عقيدة متميزة تجد عشرات الأحاديث والنصوص التي تخالف ما يذهبون إليه ، وهذه النصوص تكون في الغالب على الأعم صحيحة . لذلك
426
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 426