نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 425
وعليه فلا بد من وضع علامة استفهام كبيرة حول الاستنجاد بكتب الجرح والتعديل ، ونخص بالذكر ميزان الاعتدال للذهبي والذي يكثر السلفيون الاستشهاد به . كما يجب أن نعرف أن هذه الطريقة لو طبقت على مجمل الأحاديث المروية عن الرسول ( ص ) فستجد أنه من النادر أن نحصل على حديث يسلم رواته جميعا من القدح والجرح أو إشكال ما آخر . ولو اتبع أصحاب المذاهب الفقهية والأصولية هذا الأسلوب وعملوا به بصرامة ودقة لانهارت الكثير من قواعدهم المذهبية في الأصول والفروع . أما إذا أخذنا بهذا الأسلوب وعالجنا به ، ومن خلاله ، الأحاديث التي بنى عليها السلفيون عقائدهم فلن يبقى للسلفيين مستمسك من حديث أو تفسير يمكنه أن يشكل عمودا فقريا لمذهبهم . فمعتمداتهم الحديثية موصوفة بأنها واهية ومكذوبة عن الرسول ( ص ) ، خصوصا ما جاء منها عن متأسلمة اليهود والنصارى . لأنهم كانوا يتكلمون عن معتقداتهم وليس عن عقائد الإسلام . وهذا الأسلوب في التركيز على السند وقدحه يلجأون إليه كثيرا وهم يخاصمون الشيعة الإمامية ويردون عليهم ، خصوصا عندما يستند هؤلاء إلى ما رواه أصحاب السنن والصحاح من أحاديث تصب في تأييد عقائد الإمامية . الترجيح دون مرجح : ويتفرع عن هذا الأسلوب طريقة الاستدلال وإيراد الأحاديث التي يكون في سندها ضعف حقا ، وعدم ذكر الأحاديث الأخرى في نفس الموضوع والباب .
425
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 425