نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 267
نعم إنه مطلب عسير لا يتسنى بالأساليب العشوائية . . ولو كنت على مذهب غير المذهب الذي ولدت به لعرفت معنى ذلك حقا ولكن أسفا فلسنا نعيش إلا مرة واحدة ، أنفسنا تحجب أعيننا عن النظر من خارج سجن الذات . . وأما حديثك عن الاختلافات بين المسلمين فلم ينكرها أحد وقد كانت ولن تزال بيننا إلى أن يأذن الله تعالى برفعها على يد الموحد بيننا عليه السلام . . وليست دعوتي يا أخي بأن نلغي الاختلافات بيننا ، بل أن نتعايش مع هذه الاختلافات ونحصرها كي لا تصل إلى درجة الخلاف والتكفير والتعصب للرأي . . فلكل عقيدته وآراؤه الخاصة والتعامل بيننا ينبغي أن يكون على ما نتفق عليه . . فالنظرة الأحادية للأمور ورفض الفكر الآخر هي مشكلتنا . . والهداية تكون بأساليب الهداية لا بالأساليب التي تعجبنا وتزيح عنا هم الكبت لما نستشعره من مظلومية . . يا لسخرية الأعداء منا ! ! هل نحن مؤهلين ( كذا ) لحمل رسالة الإسلام العظيمة في عصر العولمة إلى جميع البشر ونحن بعد غير قادرين على التعايش والتسامح بيننا ؟ كيف نطمح أن يتقبل غير المسلمون ( كذا ) ديننا الإسلامي ونحن نعكسه بهذه الصورة من الانغلاقية والعصبية لوجهة نظر واحدة ؟ والله إن الناظر بعين الإنصاف الخارج عن الذاتية يرى أن ما يعكسه الغرب من انفتاح وتسامح رغم علاته أكثر إنسانية مما نعكسه بهذه التعصبات ودعوات التكفير والانغلاق على الذات . . ها أنت لم تطق سماع صوت وأسلوب يخالف ما تعودت عليه رغم أنني على مذهبك ، وأدعو إلى ما تدعو إليه ودعوتني بالخيالية وأفكاري بالأنثوية
267
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 267