نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 161
معرضون ، ويظهرون للناس ما لا يبطنون . . بل صاروا يقولون ويرددون ما اصطلح عليه كلمة الكفار بقولهم عن المؤمنين المتقين بأنهم مجرمون . . أصوليون . . إرهابيون . . مخربون . . أشرار . . إن المعاهدة التي عاهد بها أجدادنا الله تبارك وتعالى نحن اليوم أضعف من الوفاء بها لله . . إنها حقيقة ملموسة بأن الله يكره انبعاث هذا الجيل المعاصر من أمة الخير ، لأنهم بعثروا جهود المخلصين ورضوا القعود مع الخوالف ، وتركوا الدين والديار والأعراض للعابثين والصليبية والمخربين وعبدة العجل من بني إسرائيل . . وعندما ظهرت هذه الحقيقة في المنافقين قال الله تعالى عنهم : ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة . . ولكن الله كره انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين . . إنني لا أخالفك على وجوب البيعة ، ولا يشك أحد من علماء المسلمين في وجوب نصب الإمام بل روى الإجماع على وجوب ذلك كل من تكلم في هذه المسألة من العلماء . فقد قال الشيخ محمد أمين الشنقيطي : من الواضح المعلوم من ضرورة الدين أن المسلمين يجب عليهم نصب إمام تجتمع عليه الكلمة وتنفذ به أحكام الله في أرضه . . راجع أضواء البيان . . وقال القرطبي في معنى قوله تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) : ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة ، إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم . . وكما يقول الشيخ محمد شاكر الشريف : الإنسان لا بد من تواجده في تجمع من بني جنسه ، ولا بد لمثل هذا التجمع من شرع يحكم شؤونه ، ونظرا لأن هذا الشرع الحاكم لا بد له من سلطان حارس يقوم تنفيذه وحراسته فإن كل تجمع إنساني لا يستغني عن السلطان أو
161
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 161