نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 158
ميتة جاهلية . لذا فإن أوجب الواجبات على مسلمي اليوم هو العمل الجاد الدؤوب لإقامة الخلافة وفق الطريقة الشرعية ، وهي طريقة الرسول عليه السلام التي أقام بها الدولة في المدينة ، حيث أنه لم يقم بالأعمال المادية بل سار في طريق الكفاح السياسي والصراع الفكري ، ثم طلب النصرة وأقام الحكم الإسلامي في دار الإسلام يثرب . إن التفجيرات والتقتيل في أعدائنا تشفي صدورنا وتفرح قلوبنا ، ولكن الخلافة إذا ما قامت فإنها ستعلن الجهاد وستكون جيوش المسلمين الجرارة جيوشها ، وعدة المسلمين عدتها ، وسيكون الجهاد طريقتها في فتح العالم ، إن كان هذا العالم أمريكا أو غيرها ، أما الأفراد الذين يظنون أنهم بالتفجير والقتل سيحققون شيئا فهم واهمون ، وسيجدون أنفسهم يوما ما تحولوا إلى حركات مسلحة همها القتل والتفجير ، وآخر ما تفكر فيه هو إقامة الخلافة الإسلامية ! وأقرب دليل على ذلك الوضع في السودان وأفغانستان ، فالسودان رغم ادعائها بأنها تريد الإسلام ، فقد أقرت مؤخرا دستورا وضعيا ينافي الإسلام ! وطالبان التي تنادي بالإسلام أمعنت في قتل من كان بالأمس يقاتل الروس ، بحجة توحيد البلاد ، فتحولت أفغانستان من جهاد مسلمين وكفار إلى قتال مسلمين ومسلمين ، وها هي إلى الآن تتخبط في حكمها ، فلم تتحدث عن الحكم بالإسلام في دولة الخلافة ، ولم يظهر عليها إلا ما أصدرته من مصادرة التلفزيونات والأمر بإطالة اللحية وغير ذلك من الأحكام الجزئية ، أما أحكام الخلافة والجهاد والمعاهدات والمعاملات ، وباقي أحكام الإسلام فهي على الرف .
158
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 158