responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 91


ولعمري فإن مغزى كلام العلامة المحقق ومؤاخذاته على هذه المقولة لا يدركه من كان ذو عصبية ، وإنما يدركه من كان متجردا حرا في رأيه .
طرائف إبليسية استغرب " الكاتب " قول العلامة المحقق في تفسيره لفعل آدم عليه السلام : " وليس من حق آدم ( ع ) أن يكذب أحدا لم تظهر دلائل كذبه ، فكان من الطبيعي أن يقبل آدم ( ع ) منه ما أخبره به " [1] .
وهو استغراب لا مبرّر له ، لأن ما استدل به على حقه بالإستغراب هو أن آدم ( ع ) وزوجته في جوابهما لله عز وجل عندما سألهما " ألم أنهكما عن تلكما الشجرة . . " قالا : " ربنا ظلمنا أنفسنا " ولم يقولا : " أنه ليس من حقنا تكذيب إبليس في إخباره " وهو استدلال طريف .
ونجيب : أنه لم يفهم كلام العلامة المحقق الذي يريد أن يقول : إن الله عز وجل لم يزد على أن حذرهما من إبليس أن يخرجهما من الجنة فيكون التعب والشقاء ، وإبليس لم يتحدث معهما عن الخروج من الجنة ولا عن معصية الله ، وإنما ذكّرهما بنهي الله لهما عن الشجرة بقوله : { ما نهاكما ربكما . . } ثم فسّر لهما أسباب النهي عن الشجرة وقاسمهما أنه لهما لمن الناصحين ، ولم يكن ثمة ما يدل على وجود كذب لديه حتى ولو كان يرغب في إخراجهما من الجنة .
ومهما يكن من أمر ، فلماذا لا ينطبق هذا الذي استدل به على كلام صاحبه الذي يدافع عنه ، إذ أن آدم ( ع ) وزوجه قالا : { ربنا ظلمنا أنفسنا } ولم يقولا : " لم يكن لنا عهد بأساليب اللف والدوران . . " ؟ ! ! .
والأطرف من ذلك تأييده لكلام صاحبه برواية الكافي عن الصادق ( ع ) رغم أنها رواية مؤيدة لكلام العلامة المحقق ( أيده الله ) بطريق أوضح



[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 74 .

91

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست