بعد هذا التقديم من " الكاتب " شرع في توجيه " النقد " للعلامة المحقق ، وكان أول الغيث أنه قد " ظهر " له : " مدى التحريف الذي مورس في كلام العلامة الطباطبائي . . حيث أنكم قلتم ( يقصد العلامة المحقق ) : " قد ذكر العلامة الطباطبائي أن أكثر المفسرين يقولون : أن الخصمين كانا من الملائكة . . فلم يكن هناك نعجة ولا متخاصمان في عالم المادة ، لأن القضية ( إنما ) هي في ظرف التمثل ، ولا تكليف هناك ، فلا توجد خطيئة . . " ثم أردف الكاتب قائلا : " والجملة الأخيرة : " فلا توجد خطيئة " لم يقلها العلامة الطباطبائي ، بل على العكس من ذلك تماما ، حيث أنه صرّح بحصول الخطيئة ، والنص الأصلي في كتاب الميزان ما يلي : " ولا كان هناك متخاصمان ، ولا نعجة ولا نعاج إلا في ظرف التمثّل ، فكانت خطيئة داود عليه السلام ، في هذا الظرف من التمثل ، ولا تكليف هناك ، كخطيئة آدم عليه السلام في الجنة " . . [1] . ولكي نلقي الضوء على ما في نقد " الكاتب " " العلمي والموضوعي " ! ! نستعرض كلام العلامة المحقق كما جاء في كتاب خلفيات بالنص الحرفي حيث يقول : " قد ذكر العلامة الطباطبائي : أن أكثر المفسرين يقولون : أن الخصمين كانا من الملائكة ، وأيد رحمه الله ذلك ببعض الشواهد ، فلم يكن هناك نعجة ولا متخاصمان في عالم المادة ، لأن القضية إنما هي في ظرف التمثل ، ولا تكليف هناك فلا توجد خطيئة ، ولا حكم ، ولا غير ذلك في عالم الشهود . . " [2] . وبعد أن أصبحت النصوص بين يدي القارئ نقول : 1 - من الواضح البيّن ، حتى لمن كانت قراءته للنص متدنية ، أن العلامة المحقق كان ينقل نص الميزان بالمعنى لا بحرفيته ، لذلك لم يضعه بين مزدوجين ، كما أن العبارات بترتيبها وصياغتها ليست هي عينها ، فضلا عن أنه ( أعزه الله ) وضع في الهامش عند إشارته للمصدر عبارة : " راجع تفسير
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 288 . [2] خلفيات ج 1 ص 137 .