بل قد مرّ أن المحقق العاملي ، حتى عند انتهاء كتابه " مأساة الزهراء ( ع ) " ، فإنه قد أعطى لبعض الساعين في الوساطات فرصة لإحراز نجاح الوساطة ، وقام بتأخير إصدار كتابه . وكذلك قام بإجراء تعديلات على أسلوب كتابته ، رغبة وحرصا منه على نجاح المساعي الحميدة في ذلك الوقت . ولكن كل تلك المساعي تحطمت على أعتاب ممانعة " أدعياء الحوار " . 4 - ولعل " الكاتب " فاته أيضا أن رسائله تلك قد سُبقت بخدع ومؤامرات ومكائد تجعل من عدم الاحتراز من خطوات مماثلة غباء ، وبلاهة . . فلم يكن قيام " بعض الناس " بدس ألآت التسجيل في جيوبهم لتسجيل رأي العلامة المحقق بكتاب هنا ومؤلف هناك في محاولات فاشلة ، كما لم تكن محاولة تأخير إصدار كتاب خلفيات عبر دفع بعض الفضلاء للقيام بمبادرة للحل ، هي الأولى والأخيرة . فكل هذه الأساليب من الخدع والمؤامرات ، لم تكن قد حصلت عندما قام العلامة المحقق بإرسال رسائله إلى ذلك " البعض " . ورغم كل ذلك ، فقد ذكرنا أن المحقق العاملي أبلغ الطرف الآخر بأنه ينوي إصدار كتاب يتعلق بالأمور المثارة ، إن هو لم يتفاعل مع المحاولات الحثيثة والمساعي المتكررة لتلافي وقوع الصدام . فهل يصح بعد ذلك تشبيه " الكاتب " ما جرى معه ، بما جرى مع المحقق العاملي ؟ ! وهل التزم " الكاتب " بأخلاقيات الحوار وآدابه ؟ ! بين الرسائل والكتاب يقول " الكاتب " : " هذه إحدى وسبعون صفحة وهناك إحدى وسبعون صفحة أخرى تمثل وقفات أخرى على كتاب خلفيات . . " [1] .