ولا ينفع القول : بأن الطرف الآخر لم يبادر إلى الإجابة على الرسائل ، فإن عدم الإجابة مع الحفاظ على سرية الرسائل بناء على طلب مرسلها تحتم الالتزام بهذه الأخلاقيات التي يفتقر " الكاتب " للالتزام بأبسط قواعدها . نار الانتظار هذا وقد ذكر " الكاتب " في " قصة كتابه " أنه عانى من انتظار وصول الرد ، مذكرا العلامة المحقق بمدى صعوبة هذا الانتظار ؛ لا سيما وأن المحقق العاملي عانى هذه التجربة كما ذكر ذلك بنفسه في مقدمة أحد مؤلفاته ، على حد تعبير " الكاتب " [1] . وذلك في إشارة إلى الرسائل التي كان قد أرسلها المحقق العاملي إلى " السيد " فضل الله منذ بداية القضية ، وقبل إصدار كتاب " مأساة الزهراء ( ع ) " . ولكن " الكاتب " تناسى أمورا عديدة : 1 - إن العلاقات بين المحقق العاملي وذلك " البعض " كانت لا تزال في تلك الأثناء حميمة ، فلا وجود لمؤامرات وما شابه ذلك . 2 - إن الفتنة لم تكن في تلك الأيام في " أوج كَلَبها وهيجان غيهبها " كما يحلو " للكاتب " أن يعبر . بل إن القضية لم تكن قد انطلقت أصلا . 3 - إن المحقق العاملي عندما قرر إصدار كتاب " مأساة الزهراء ( ع ) " ، قد أعلم الطرف الآخر أنه بصدد تجهيز كتاب في هذا الصدد ، وأنه على استعداد لإجراء حوار بناء لتفادي وقوع مشكلة ، وأنه مضطر في حال رفض هذا الحوار ، إلى إصدار كتاب للرد على كل ما يثيره هذا " البعض " من شبهات ؛ لا سيما بعد أن أُحرج بالأسئلة التي وردت عليه ، تطالبه بإبداء رأيه وإظهار علمه .