أولا : لأن صاحب " من وحي القرآن " قد صرّح في شرحه لمعنى الضلال بأنه الجهل " بالنتائج السلبية " المترتبة على القتل كما تقدم . ثانيا : لأن النص الذي أورده " الكاتب " كشاهد على ما حاول إثباته ، إنما كان شرحا لمعنى قوله تعالى : ( قال رب ظلمت نفسي فاغفر لي ) وليس شرحا لمعنى " الضلال " أصلا . ثالثا : إن النص الذي زجّه " الكاتب " في دليله على هيئة تقرير وإثبات لقول صاحب " من وحي القرآن " : ولهذا شعر " بالخطأ غير المقصود الذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه . . " [1] ، لم يرد في كتاب ( من وحي القرآن ) بصورة التقرير وإنما على هيئة الاستفهام ، والنص الحرفي هو : " ولكن هل كان يشعر بالذنب لقتله القبطي . . باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية في مستوى الخطيئة التي يطلب فيها المغفرة من الله . . أو أن المسألة هي أن يشعر بالخطأ غير المقصود والذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه . . " [2] . وبعد أن رجّح الاحتمال الثاني [3] ، شرع صاحب " من وحي القرآن " في تقديم مبررات هذا الترجيح التي منها : أنه ( ع ) : " لم يكن من همه أن يدخل في المعركة ، بل كان كل همه أن يدافع عن الإسرائيلي ، ويخلصه من بين يدي القبطي . . ولم تكن النتيجة مقصودة له ولكنه كان يفضّل أن لا يحدث ما حدث " [4] .
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 258 . [2] من وحي القرآن ج 17 ص 310 . [3] تقدم الحديث عن هذا النص وإشكال العلامة المحقق عليه من كون هذا الترجيح يبقي من احتمال كونه ( ع ) قد ارتكب جريمة دينية احتمالا مرجوحا . [4] من وحي القرآن ج 17 ص 31 . و 311 .