ولما أراد صاحب " من وحي القرآن " تقديم شاهد على ضوء هذه الرؤية ، عمد إلى تقديم قضية قتل موسى ( ع ) للقبطي ، لتكون بمثابة الشاهد على أن تركيز الشيطان في وسوسته إنما هو فيما يتعلق بالجانب العملي ؛ لذلك قال : " وهذا هو الذي نفهمه من آية موسى ( ع ) ، لأن قتله للقبطي قد يكون ناشئا من الوسوسة الخفية فيما تصنعه من حالة الإثارة التي تعود إلى ذلك " [1] . بعد ما مرّ نسأل " الكاتب " أين هو ذلك التنزّل الذي تحدث عنه ؟ ! وكيف يصح أن نقول عمّن يناقش رأي الآخر ويعارضه ، ثم يأتي بالشواهد على مدعاه ، بأنه ذكر ذلك على سبيل التنزّل ؟ ! ! . 2 - وبعد أن اطّلعنا على كامل عبارات صاحب " من وحي القرآن " ، ندرك السبب الذي دفع " الكاتب " إلى تجاهل هذا النص ، وهذه المناقشة للعلامة الطباطبائي ، واقتصاره على جملة واحدة منها ، حاول من خلالها إظهار أن صاحب " من وحي القرآن " ، إنما كان في مقام ذكر التفسير المعروف والمشهور . وهذه الدعوى لا تخلو من طرافة ، وكيد في آن . 3 - وإذا أردنا أن نجاري هذا " الكاتب " في أسلوبه في تحديد نسبة أمانته بالأرقام نقول : لقد اقتطع " الكاتب " سطرا واحدا من سياق مناقشة كان مقدارها واحدا وخمسين سطرا ، وبذلك يكون " سماحته " قد ذكر جزءا واحدا من واحد وخمسين جزءا أي بمقدار 51 / 1 من المناقشة فحسب ؟ ! ! . 4 - على أن تبرير " الكاتب " لما ذكره صاحب " من وحي القرآن " بأنه : لم يكن بصدد تفسير آية سورة القصص ، مما لم يسبقه إليه أحد ، وربما لن يتبعه عليه أحد ، إلا من أعمى الله بصيرته . فإن كونه لم يكن في مقام تفسير سورة القصص ، لا يدلل على كون ذلك ليس رأيا له ، خاصة إذا كانت عباراته هي تلك التي أسلفنا ذكرها ، حيث كان في مقام الرد على العلامة الطباطبائي ( قده )