على حركة الإنسان في " قضاياه العملية المتصلة بأوامر الله ونواهيه لإضلاله بطريق الوسوسة التي تدعو الإنسان إلى الاستجابة له في حركة الانحراف عن الخط المستقيم " [1] . واعتبر صاحب " من وحي القرآن " أن ما يؤكد ذلك هو قوله تعالى : { لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم من خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ثم لا تجد أكثرهم شاكرين } [2] وعلى هذا الأساس يعتبر صاحب " من وحي القرآن " أنه لا يجد ملامح صورة الشيطان من حيث كونه أحد " المؤثرات الطبيعية في مرض الإنسان أو تعبه " [3] . ومن هنا فإنه يرى أن القضية تتمحور حول خطين : " خط الهدى الذي يريده الله للإنسان من مواقع اختياره ، وخط الضلال الذي يحركه الشيطان من خلال الوسوسة " [4] . ومن خلال رؤيته هذه للمسألة ، ناقش صاحب " من وحي القرآن " رأي العلامة الطباطبائي في مسألة تأثير الشيطان على الأجسام والأشياء ، حيث اعتبر أن هذا الحديث لا يدل على المقصود . وخلص إلى القول بأن " الظاهر إرادة الارتباط بهذه الأشياء في الجانب العملي من خلال وسوسته للإنسان في الأخذ بها بالطريقة المضادة لمصلحته " [5] .
[1] من وحي القرآن ج 19 ص 300 . [2] سورة الأعراف / آية 17 . [3] من وحي القرآن ج 19 ص 301 . [4] من وحي القرآن ج 19 ص 301 . [5] من وحي القرآن ج 19 ص 301 و 302 .