مدعيا ، أن " السيد " قد جزم بعد ذلك بنفي هذا الاحتمال ، " وأثبت بضرس قاطع الاحتمال الثاني فحسب " [1] . ثم تساءل " الكاتب " : " لماذا لم يجزم صاحب " من وحي القرآن " ويحسم الأمر من أول وهلة . . بل قال إننا نرجح الاحتمال الثاني " [2] . وأجاب : " . . هذا أسلوب رائع من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع ، يستعمله حتى الأنبياء والمرسلون عليهم السلام . ألم تقرأوا قصة إبراهيم ( ع ) في رؤيته للنجم والقمر . . ألم تذهبوا - أنتم - ( يقصد العلامة المحقق ) إلى أن هذا الأسلوب هو من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع " [3] ! ! وليلتفت إلى قوله : " ألم تذهبوا . . إلخ " حيث يثبت هذا " الكاتب " بهذا القول ما نفاه عن العلامة المحقق في الفصل الثالث من هذا الكتاب . . ، ولعل حافظته قد خانته هنا فنسي ما رتبه على هذا النفي هناك من آثار كما سترى . وقد يسأل القارئ : أين المشكلة في هذا الكلام فيما نحن فيه من قضية موسى ( ع ) وقتله القبطي ، سواء على فرض أثبت " الكاتب " للعلامة المحقق أنه ذهب إلى هذا الأسلوب من الحوار ، أم نفاه عنه ؟ . فنقول : مع القليل من التأمل ، سيكتشف القارئ زيف ادعاءات " الكاتب " " بالنزاهة المفرطة " " والحيادية البالغة " و " الموضوعية الصرفة " ، وبأنه ليس في مقام الدفاع عن أحد . ولبيان ذلك ، لا بد من العودة إلى الوراء قليلا ، وتحديدا إلى الفصل الثالث المتعلق بخليل الله إبراهيم ( ع ) حيث يقول " الكاتب " هناك : " وخلاصة القول في قصة إبراهيم عليه السلام :
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 242 و 243 . [2] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 242 . [3] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 242 .